Wednesday, December 7, 2011

ثورة VS فيلم رومانسي




كلما رجعت بالذاكرة قليلا إلى الوراء أكتشف أن بداية رومانسية الثورة كانت يوم 25 يناير الشباب النقي الطاهر الجميل اللي بيلبس براند وعاملين شعرهم ع الموضة ولابسين نظارات ومعاهم موبايلات ثري جي بيتويتوا بيها وطبعا عندما شاهد الشعب الشباب الجميل ده بيتضرب من الأمن بينما يرددون سلمية سلمية ويغنون بلادي الشعب مشاعره اتزلزلت ونزل يساند الشباب وجاء يوم 28 يناير يوم نزول الكادحين والطبقة المطحونة الذين يعرفون كيف يدافعون عن أنفسهم والذين علموننا معنى المولتوف ومنهم من نزل بسلاح بالفعل ليدافع عن الثوار مثل سامبو وبدأ الإعلام يلعب دوره ولابد أن نعترف ان الكثير منا لم يستطع الرد وكان يعترف ان حرق الأقسام تصرف خاطيء يعني ذنب دين ام القسم ايه!!؟.. ده بيخدمنا كلنا وبعدين أعمال الصيانة دي من فلوسنا والبعض الأخر من كتر رومانسيته أصبح ينسب حرق الأقسام لبلطجية الشرطة انهم عملوا كده ليشوهوا شكل الثورة.. !! ماعلينا
نفكر شوية.. لو لم تحرق كل مقارالداخلية هل كانت سوف تنسحب بهذا الشكل السريع المفاجيء  من الميادين من غير أن يحاوالوا إعادة تنظيم قواتهم!!؟
وفقدنا رومانسية الثورة مرة اخرى يوم موقعة الجمل التي عرفنا يومها قيمة سكان المناطق الشعبية الذيت تعودوا ع الخناقات والتعامل مع البلطجية وطبعا الإعلام قام بدوره ووصف الطرفين بالبلطجية بل وصلت الرومانسية بالناس انهم يقولوا دول لابسين فانلات حمالات !! هما دول شباب الثورة !!؟
وتكرر المشهد يوم 9 مارس و 9 ابريل وطبعا 15 مايو عند السفارة وخاصة اليوم ده كان التليفيزيون ومش الرسمي بس لأ للأسف إعلاميين كتير جدا منسوبين للثورة كان عندهم جرعة رومانسية شديدة جدا يحقنوها للشعب طبعا دورالفانلة الحمالات محفوظ وكمان بقا وده وقته ومش نشوف بلدنا الأول ونبني والسفارة دي جزء من إسرائيل اللي بيجبرونا على الإعتراف بها والكلام الرخيص ده
ويوم 23 يوليوموقعة العباسية طبعا مش محتاجة شرح بلطجية رسمي بيتهجموا ع المنطقة العسكرية




في الأيام القليلة الماضية فرحت جدا ان الناس بدأت تتخلى عن رومانسيتها في محمد محمود وابتدى فعلا تنفيذ شعار خالتك سلمية ماتت.. وابتدى المولتوف يبقى فخر وشرف لأي حد وبدأنا نقلع عن محاولات جذب عطف الرأي العام اللي مش بيصدق غيراللي هو عايز يصدقه وابتدينا نتداول أفكار أكثرعنفا مثل اقتحام ماسبيرو او منع الجنزوري من دخول مجلس الوزراء دون ان نعطي ادنى اهتمام للرأي العام.. وفي رأيي الحالة الوحيدة التي يجب ان نهتم فيها بالرأي العام هي حالات الإعتصام
ومن أخطر حالات الرومانسية الثورية هي الإعتصامات.. لقد تعلم الحكام الدرس ونحن لا نتعلم
مازلنا متمسكين بفكرة الإعتصام السلمي لأنها كانت الوسيلة التي أجبرت مبارك على التنحي!! ولكن ألا يجب مقارنة ظروف إعتصام ال 18 يوم الناجح بإعتصامات كثيرة فاشلة مثل 9 مارس و8 يوليو و 19 نوفمبر !؟

لقد تعلم الحكام ودرسوا سلاحنا الرومانسي الذي استطاعوا إبطال مفعوله بل واستخدموا سلاح أكثر رومانسية لقد رأينا كيف كسبنا تضامن الملايين من الناس في الأيام الأولى من حرب محمد محمود ورأينا كيف استخدم العسكر سلاح الرومانسية ببراعة شديدة بعد إعلان الإعتصام في اختراق الميدان من قبل البلطجية والباعة الجائلين والذين يظهرون في الإعلام بالإضافة إلى التنازلات التي يقدمها مثل تغييرالحكومة وتأمين الإنتخابات ووقف محاكمة المدنيين عسكريا بل وصل الأمرفي نهاية المطاف لتفويض صلاحيات رئيس الجمهورية لرئيس الحكومة بشكل صوري طبعا وأصبح هو الملاك ونحن الشياطين المتمردين والمعترضين لمجرد الإعتراض!!

الظروف المؤدية لفشل الإعتصام:

أولا الميدان:
حتى يتحقق إعتصام ناجح في ميدان بحجم ميدان التحرير يجب أن يكون العدد كبير يملأ الميدان بحيث يصعب اختراقه ويجب أن يحدد عدد لايقل عن 1000 شخص مهمتهم تأمين الميدان بحيث يتبادلون الورديات على اللجان الشعبية في المداخل

ثانيا المطلب:
سقف المطلب في الإعتصام ليس مفتوحا بل يتقيد بحجم الإعتصام وكم المشاركين فيه فلا يجوزلألفي شخص المطالبة بتنحي المجلس العسكري ولكن يمكن المطالبة بإلغاء المحاكمات العسكرية كمثال


ثالثا تغذية الشارع:
يجب أن يكون هناك مسيرات وحملات توعية بالشوارع ورسومات جرافيتي لتوصيل صوتنا لأشخاص لا يروننا إلا على التليفيزيون لنضمن تضامنهم بل ومشاركتهم في الإعتصام ولو لم يشاركوا يكونون أقل عرضة لغسيل المخ الإعلامي..

رابعا المحافظات:
من أكبرالأخطاء هو مشاركة أهالي المحافظات والأقاليم في إعتصام التحرير بدلا من أن يقوموا بدورهم في مناطقهم الأصلية التي تساند الميدان وتعطيه الشرعية بالطبع هناك تعتيم إعلامي على المحافظات وتركيز بشكل أساسي على الميدان ولكن لا يجب معالجة هذا التعتيم الإعلامي بالقفز أمام كاميرا الميدان عندما نقول ثورة مصر يجب أن نكون منتشرين في كافة أرجاء البلاد حتى لا ندع لهم الفرصة ليقولون مصر ليست ميدان التحرير أو يواجهونها بميدان أخر كالعباسية أو روكسي كما رأينا كثيرا ويبدأ الإعلام بالبحث عن الشرفاءهل هم في التحرير أم العباسية !!؟

خامسا والأهم عجلة الإنتاج:
عجلة الإنتاج تدهس الثورة أفيقوا وأوقفوها..
قبل إعلان إعتصام قوي بحجم إعتصام نوفمبر يجب أن يكون هناك إتفاقات مسبقة مع النقابات المستقلة والقيادات العمالية على حالة عصيان مدني ونضمن الإضراب العام إذا تطلب الأمر تأتي الحركة موازية لما يحدث في الميدان فتتشكل أكبر وسيلة من الضغط على رجال الأعمال الذين سيمارسون سلطتهم في الضغط على الحكام لتنفيذ المطالب من أجل عودة الإنتاج مرة أخرى كما حدث في ثورة يناير

لقد فقدنا الكثير منذ تنحي مبارك حتى اليوم وأهم ما فقدناه هي ديكتاتورية الثورة الثورات لا تعرف الرومانسية ولاتعرف الديموقراطية الثورات تنتزع الحقوق ولاتطالب بها أخطأنا يوم أعلنا مطالب الثورة بل هو برنامج الثورة وهو برنامج إجباري من يتبعه يكون معنا ومن يخرج عنه هو عدو لنا..

أيها الثوار أعيدوا تنظيم صفوفكم إعرفوا قدركم الحقيقي وقدرتكم على التأثير ثم أعدوا البرنامج الثوري الذي لاتنازل عنه وآخرمانفكر فيه هو الآلية وطريقة التنفيذ وليس العكس كما نفعل كل مرة.. 







المختصر المفيد أننا يجب أن نعترف بهزيمتنا استراتيجيا وميدانيا في إعتصام نوفمبر الذي لم يحقق شيء من مطالبه بل أجبرتنا سياسة العسكرعلى فض الإعتصام وهذه المرة ليس بالقوة..
لقد مللنا جميعا الشعارات الوردية مثل سلمية و إيد واحدة واللي بيحب مصر ما يخربش مصر ويللا نبني مصر بقا وعجلة الإنتاج وخسائرالبورصة والفئوية والقيادات والكنبة 


وأمامنا فرصة واحدة لإستعادة مجدنا هي يوم 25 يناير القادم عيد الثورة لو استمرينا في العمل بنفس الإستراتيجية الرومانسية دي أبشركم بأنه عيد الشرطة فعليا والثورة صوريا ولكن علينا البدء في العمل من الآن عن طريق شحن وحشد الشارع لمسيرات ضخمة يتبع بحالة من الإضراب العام / عصيان مدني كامل تجتاح شوارع البلاد بكافة أرجائها وهذا يحتاج لتنظيم ودراسة دقيقة لنعطيهم يوم 25 يناير لا يمكنهم نسيانه ليكون يوم غضب حقيقي