Wednesday, December 7, 2011

ثورة VS فيلم رومانسي




كلما رجعت بالذاكرة قليلا إلى الوراء أكتشف أن بداية رومانسية الثورة كانت يوم 25 يناير الشباب النقي الطاهر الجميل اللي بيلبس براند وعاملين شعرهم ع الموضة ولابسين نظارات ومعاهم موبايلات ثري جي بيتويتوا بيها وطبعا عندما شاهد الشعب الشباب الجميل ده بيتضرب من الأمن بينما يرددون سلمية سلمية ويغنون بلادي الشعب مشاعره اتزلزلت ونزل يساند الشباب وجاء يوم 28 يناير يوم نزول الكادحين والطبقة المطحونة الذين يعرفون كيف يدافعون عن أنفسهم والذين علموننا معنى المولتوف ومنهم من نزل بسلاح بالفعل ليدافع عن الثوار مثل سامبو وبدأ الإعلام يلعب دوره ولابد أن نعترف ان الكثير منا لم يستطع الرد وكان يعترف ان حرق الأقسام تصرف خاطيء يعني ذنب دين ام القسم ايه!!؟.. ده بيخدمنا كلنا وبعدين أعمال الصيانة دي من فلوسنا والبعض الأخر من كتر رومانسيته أصبح ينسب حرق الأقسام لبلطجية الشرطة انهم عملوا كده ليشوهوا شكل الثورة.. !! ماعلينا
نفكر شوية.. لو لم تحرق كل مقارالداخلية هل كانت سوف تنسحب بهذا الشكل السريع المفاجيء  من الميادين من غير أن يحاوالوا إعادة تنظيم قواتهم!!؟
وفقدنا رومانسية الثورة مرة اخرى يوم موقعة الجمل التي عرفنا يومها قيمة سكان المناطق الشعبية الذيت تعودوا ع الخناقات والتعامل مع البلطجية وطبعا الإعلام قام بدوره ووصف الطرفين بالبلطجية بل وصلت الرومانسية بالناس انهم يقولوا دول لابسين فانلات حمالات !! هما دول شباب الثورة !!؟
وتكرر المشهد يوم 9 مارس و 9 ابريل وطبعا 15 مايو عند السفارة وخاصة اليوم ده كان التليفيزيون ومش الرسمي بس لأ للأسف إعلاميين كتير جدا منسوبين للثورة كان عندهم جرعة رومانسية شديدة جدا يحقنوها للشعب طبعا دورالفانلة الحمالات محفوظ وكمان بقا وده وقته ومش نشوف بلدنا الأول ونبني والسفارة دي جزء من إسرائيل اللي بيجبرونا على الإعتراف بها والكلام الرخيص ده
ويوم 23 يوليوموقعة العباسية طبعا مش محتاجة شرح بلطجية رسمي بيتهجموا ع المنطقة العسكرية




في الأيام القليلة الماضية فرحت جدا ان الناس بدأت تتخلى عن رومانسيتها في محمد محمود وابتدى فعلا تنفيذ شعار خالتك سلمية ماتت.. وابتدى المولتوف يبقى فخر وشرف لأي حد وبدأنا نقلع عن محاولات جذب عطف الرأي العام اللي مش بيصدق غيراللي هو عايز يصدقه وابتدينا نتداول أفكار أكثرعنفا مثل اقتحام ماسبيرو او منع الجنزوري من دخول مجلس الوزراء دون ان نعطي ادنى اهتمام للرأي العام.. وفي رأيي الحالة الوحيدة التي يجب ان نهتم فيها بالرأي العام هي حالات الإعتصام
ومن أخطر حالات الرومانسية الثورية هي الإعتصامات.. لقد تعلم الحكام الدرس ونحن لا نتعلم
مازلنا متمسكين بفكرة الإعتصام السلمي لأنها كانت الوسيلة التي أجبرت مبارك على التنحي!! ولكن ألا يجب مقارنة ظروف إعتصام ال 18 يوم الناجح بإعتصامات كثيرة فاشلة مثل 9 مارس و8 يوليو و 19 نوفمبر !؟

لقد تعلم الحكام ودرسوا سلاحنا الرومانسي الذي استطاعوا إبطال مفعوله بل واستخدموا سلاح أكثر رومانسية لقد رأينا كيف كسبنا تضامن الملايين من الناس في الأيام الأولى من حرب محمد محمود ورأينا كيف استخدم العسكر سلاح الرومانسية ببراعة شديدة بعد إعلان الإعتصام في اختراق الميدان من قبل البلطجية والباعة الجائلين والذين يظهرون في الإعلام بالإضافة إلى التنازلات التي يقدمها مثل تغييرالحكومة وتأمين الإنتخابات ووقف محاكمة المدنيين عسكريا بل وصل الأمرفي نهاية المطاف لتفويض صلاحيات رئيس الجمهورية لرئيس الحكومة بشكل صوري طبعا وأصبح هو الملاك ونحن الشياطين المتمردين والمعترضين لمجرد الإعتراض!!

الظروف المؤدية لفشل الإعتصام:

أولا الميدان:
حتى يتحقق إعتصام ناجح في ميدان بحجم ميدان التحرير يجب أن يكون العدد كبير يملأ الميدان بحيث يصعب اختراقه ويجب أن يحدد عدد لايقل عن 1000 شخص مهمتهم تأمين الميدان بحيث يتبادلون الورديات على اللجان الشعبية في المداخل

ثانيا المطلب:
سقف المطلب في الإعتصام ليس مفتوحا بل يتقيد بحجم الإعتصام وكم المشاركين فيه فلا يجوزلألفي شخص المطالبة بتنحي المجلس العسكري ولكن يمكن المطالبة بإلغاء المحاكمات العسكرية كمثال


ثالثا تغذية الشارع:
يجب أن يكون هناك مسيرات وحملات توعية بالشوارع ورسومات جرافيتي لتوصيل صوتنا لأشخاص لا يروننا إلا على التليفيزيون لنضمن تضامنهم بل ومشاركتهم في الإعتصام ولو لم يشاركوا يكونون أقل عرضة لغسيل المخ الإعلامي..

رابعا المحافظات:
من أكبرالأخطاء هو مشاركة أهالي المحافظات والأقاليم في إعتصام التحرير بدلا من أن يقوموا بدورهم في مناطقهم الأصلية التي تساند الميدان وتعطيه الشرعية بالطبع هناك تعتيم إعلامي على المحافظات وتركيز بشكل أساسي على الميدان ولكن لا يجب معالجة هذا التعتيم الإعلامي بالقفز أمام كاميرا الميدان عندما نقول ثورة مصر يجب أن نكون منتشرين في كافة أرجاء البلاد حتى لا ندع لهم الفرصة ليقولون مصر ليست ميدان التحرير أو يواجهونها بميدان أخر كالعباسية أو روكسي كما رأينا كثيرا ويبدأ الإعلام بالبحث عن الشرفاءهل هم في التحرير أم العباسية !!؟

خامسا والأهم عجلة الإنتاج:
عجلة الإنتاج تدهس الثورة أفيقوا وأوقفوها..
قبل إعلان إعتصام قوي بحجم إعتصام نوفمبر يجب أن يكون هناك إتفاقات مسبقة مع النقابات المستقلة والقيادات العمالية على حالة عصيان مدني ونضمن الإضراب العام إذا تطلب الأمر تأتي الحركة موازية لما يحدث في الميدان فتتشكل أكبر وسيلة من الضغط على رجال الأعمال الذين سيمارسون سلطتهم في الضغط على الحكام لتنفيذ المطالب من أجل عودة الإنتاج مرة أخرى كما حدث في ثورة يناير

لقد فقدنا الكثير منذ تنحي مبارك حتى اليوم وأهم ما فقدناه هي ديكتاتورية الثورة الثورات لا تعرف الرومانسية ولاتعرف الديموقراطية الثورات تنتزع الحقوق ولاتطالب بها أخطأنا يوم أعلنا مطالب الثورة بل هو برنامج الثورة وهو برنامج إجباري من يتبعه يكون معنا ومن يخرج عنه هو عدو لنا..

أيها الثوار أعيدوا تنظيم صفوفكم إعرفوا قدركم الحقيقي وقدرتكم على التأثير ثم أعدوا البرنامج الثوري الذي لاتنازل عنه وآخرمانفكر فيه هو الآلية وطريقة التنفيذ وليس العكس كما نفعل كل مرة.. 







المختصر المفيد أننا يجب أن نعترف بهزيمتنا استراتيجيا وميدانيا في إعتصام نوفمبر الذي لم يحقق شيء من مطالبه بل أجبرتنا سياسة العسكرعلى فض الإعتصام وهذه المرة ليس بالقوة..
لقد مللنا جميعا الشعارات الوردية مثل سلمية و إيد واحدة واللي بيحب مصر ما يخربش مصر ويللا نبني مصر بقا وعجلة الإنتاج وخسائرالبورصة والفئوية والقيادات والكنبة 


وأمامنا فرصة واحدة لإستعادة مجدنا هي يوم 25 يناير القادم عيد الثورة لو استمرينا في العمل بنفس الإستراتيجية الرومانسية دي أبشركم بأنه عيد الشرطة فعليا والثورة صوريا ولكن علينا البدء في العمل من الآن عن طريق شحن وحشد الشارع لمسيرات ضخمة يتبع بحالة من الإضراب العام / عصيان مدني كامل تجتاح شوارع البلاد بكافة أرجائها وهذا يحتاج لتنظيم ودراسة دقيقة لنعطيهم يوم 25 يناير لا يمكنهم نسيانه ليكون يوم غضب حقيقي 



Saturday, October 29, 2011

الثورة المصرية وكفاح البروليتاريا


النظرة الناقصة الى الشعب
النظرة الناقصة إلى الشعب والى دوره في الثورة، تلك هي المشكلة ، ولا أقول بان البرامج لم تعط الشعب حقه من الناحية النظرية، من ناحية الكلام. ولكن إذا لم يكن الكلام مقدمة إلى العمل فانه يكون نوعا من التلهي وأحيانا نوعا من الخداع والتضليل. في السنين الماضية لم تمكّن الطبقة العاملة والأكثرية الكادحة من أبناء الشعب، من ان تقوم بكل دورها في المجال القومي والاجتماعي، وإذ لم تستعمل المصارحة، ولم تعط الحرية لأبناء الشعب كي يمارسوا دورهم، ويبنوا أوطانهم، وينشئوا مجتمعاتهم، ويدافعوا عن قضيتهم وقضية آمتهم. بل أريدَ لهم أن يكونوا تحت الوصاية،  وان يشكك في نواياهم وتحركاتهم، وان يوجهوا بالإيحاء والتلقين والخداع والتهويل أو التضليل.
ولو كانت النظرة نظرة احترام، ونظرة تقدير، ونظرة ثقة ومحبة، ونظرة مشاركة عميقة، لما لجأ الحاكمون إلى أساليب الدعاية المضللة والى فرض القيود والمراقبة والقمع والإرهاب، إذ من هو أحق بأن يبني الوطن، وينهض المجتمع، ويدافع ويقاتل؟ من الشعب صاحب الوطن، وصاحب المصلحة الكبرى في بناء المجتمع، وفي بقاء الأمة وتقدمها..؟
هناك فرقا أساسيا بين نظرة النماذج نصف الثورية ومدعي الديموقراطية التي تقول: مادامت الطبقة العاملة والطبقات الكادحة متخلفة فيجب أن تبقى تحت الوصاية وليس من الحكمة أن تعطى من الحقوق اكثر مما تستطيع ممارسته، وبين النظرة الثورية الحقيقية التي تقول: ما دامت هذه الطبقة هي أكثرية الشعب، فيجب ان توفر لها جميع الوسائل لكي تصبح هذه الطبقة قادرة على ممارسة حقوقها وعلى ممارسة حريتها. ولا يمكن أن تصل الطبقة العاملة الى مستوى القدرة والكفاءة المطلوبة لها حتى تبني الثورة، الا اذا مارست حقوقها بحرية، فقد تخطيء، ويجب أن تخطيء حتى تتعلم من الممارسة وحتى تصحح الأخطاء في الممارسة وحتى تدب في حياتها روح جديدة وحرارة جديدة هي حرارة الشعب العامل، فالشعب هو صاحب المصلحة في الاستقلال، وصاحب المصلحة في الحرية وفي السيادة، والوحدة، وصاحب المصلحة في التقدم وفي أن يرتفع مستوى الحياة ومستوى العيش في بلادنا.
لا يمكن أن نكون اشتراكيين، وان ندعي الاشتراكية، وان يبقى دور الطبقة العاملة محددا مراقبا وان ننظر إليها وكأننا لسنا منها وليست منا.
نحن جزء من الطبقة العاملة. فالاشتراكيون الصادقون يعتبرون أنفسهم جزءا من هذه الطبقة. الحكم الاشتراكي هو حكم منحاز الى الطبقة العاملة، ينظر الى إمكانياتها في المستقبل، أكثر مما ينظر الى نواقصها في الحاضر، وينظر إلى ما يمكن أن تعطيه وما يمكن أن تخلقه وتبدعه في حياة الأمة وفي معركة المصير، أكثر مما يمكن أن تقع فيه من أخطاء في الممارسة وفي الجزئيات والتفصيلات.
هذا هو التصحيح الحاسم الجذري الذي يطلب منه أن يطبع حياتنا وعملنا في السنوات العشر المقبلة، لتكون ثروتنا ثورة عميقة وصحيحة وقادرة أن تتكافأ مع وسائل الأعداء، ومع ما للأعداء من وسائل هائلة يضعونها كعوائق في طريق نهضتنا.
هذه القفزة هي ان تتغير النظرة إلى الطبقة العاملة والطبقات الكادحة، بان يعترف بحقوقها أولا وتطالب بواجباتها ثانيا. والطبقة العاملة تدرك مسؤولياتها التاريخية فهي لا تطالب بمكتسبات من اجل الرفاه ومن اجل الاستمتاع ومن اجل العيش المادي فحسب، بل لأنها بغريزتها وبوعيها الجديد تدرك بأنها هي أساس هذا الوطن، هي أساس هذه الأمة وأنها هي التي ستنزل إلى الشارع، وهي التي ستذهب الى الجبهة في يوم الشدة ويوم الخطر، منها المحاربون منها المقاتلون، وهي في أوقات السلم تبني بعرقها وجهدها هذه الخطوات والمشاريع لتنمية البلاد وتصنيعها والانتقال بها من التخلف إلى الرقي والحضارة.
لا أقول هذا لكي يغتر العمال ويزدادوا تعنتا. كلا، ولا اصدق ان الغرور يعرف طريقا إلى طبقاتنا الشعبية . فالطبقات الشعبية هي الطبقات الحانية على هذا الوطن، المحبة لهذه الأرض، وهي التي تضحي بصمت، تؤمن بالقيم الوطنية والإنسانية، أكثر من إيمانها بلقمة الخبز التي تسعى وراءها، أنها في أعماقها تضحي حتى بهذه اللقمة عندما تجد وطنها مهددا، فهي ليست بحاجة إلى نصح ووعظ.. النصح والوعظ يجب ان يوجها إلى الطبقات التي لا تقدر في أي ظرف نحن، ولا تقدر بأننا مهددون في وجودنا كأمة ولا تقدر بالتالي بان الوقت وقت حرمان وتقشف، وإعداد للمعركة وتهيئة لجو المعركة وان ما يجب أن يوفر للطبقات الشعبية ليس ترف، وليس منحة، وإنما وسيلة لكي تستطيع ان تبني الوطن وتدافع عنه.

وعي الطبقة العاملة
الطبقة العاملة بحكم وضعها الاجتماعي، بحكم وعيها الثوري، وبحكم وعيها الاشتراكي، تدرك أكثر من غيرها متطلبات الظرف الجديد، وتعرف بأننا مقبلون على سنين عصيبة قاسية، سنمتحن فيها في كفاءتنا على البقاء، في كفاءة الأمة العربية، هل تستطيع أن تدافع عن بقائها بالسلاح وبالذكاء، بالقتال وبالبناء، برفض التخلف بكل صوره وأشكاله والدخول دفعة واحدة إلى عالم النور والحضارة، إلى الحياة المنظمة، إلى الحياة المبدعة التي تطلق مواهب الإنسان بدلا من ان تقتل فيه حيويته ونوازع الخير والخلق فيه.
في مشاكلنا الداخلية، وفي علاقاتنا الخارجية، وفي روابطنا القومية تختلف الصورة تماما، بين ان يكون الدور الأساسي للطبقات الكادحة وفي طليعتها الطبقة العاملة وبين أن تكون هذه الطبقات معزولة عن القيادة، معزولة عن المشاركة. الطبقات الكادحة إنسانية بطبيعتها، بغريزتها، بتجربتها اليومية، مؤمنة بالتآخي بين الشعوب.



هناك فهم خاطيء عند الكثيرون عن مصطلح البروليتاريا أو الطبقة العاملة فهناك من يظن أن الطبقة العاملة هم فقط عمال المصانع أو العامل الذي يصنع بيده.. فتجد موظف حكومي يقول هما العمال عايزين ايه !؟وكأنه ليس عاملا !! بينما الطبقة العاملة هي في الأساس تنطبق على أي شخص إذا كان يكسب قوته من بيع عمله والحصول على أجر أو راتب مقابل وقت عمله. أما الرأسمالي أو البورجوازي فهو الذي يكسب ماله من القيمة الفائضة التي ينتجها العمال، بدلا من القيام بالعمل. لذا يقوم جني الرأسماليين لدخلهم على استغلال البروليتاريا. يقول ماركس أن الأفراد المنتمين إلى الطبقتين لهم مصالح مشتركة، لكن تعارض هذه المصالح مع أفراد إحدى الطبقتين، هو الذي ينتج صراع طبقي..
لا يمكن تخيّل غياب تأثير الحركة العمالية التي صعدت إلى قمّتها في السنوات الخمس الأخيرة وأصبحت أهم مراكز النضال ضد السياسات الاقتصادية لنظام مبارك، خاصة عندما بدأت برفع مطالب الحد الأدنى للأجور والحق بتأسيس النقابات المستقلّة. وقد كانت انتفاضة المحلة في أبريل/ نيسان 2008، بعد ثلاثة احتجاجات قوية لشركة غزل المحلة، أكبر دليل على تأثير الحركة العمالية في محيطها الاجتماعي. كذلك لا يمكن تجاهل وجود مجموعات كبيرة من العمّال ضمن الحركة منذ انطلاقها في 25 يناير/ كانون الثاني. والملاحظ أنّ المناطق ذات الطابع العمالي، مثل السويس والمحلة والإسكندرية، شهدت أقوى التظاهرات والمواجهات مع الأمن. لكن ما تجدر الإشارة إليه هو أنّه في بداية الثورة وتطبيق حظر التجول لأوقات طويلة، كانت هناك صعوبة في تجمّع العمال في المنشآت التي أغلق أغلبها ومنح أجراؤها إجازة مدفوعة. ومع ذلك، ظهرت بوادر الإضرابات العمّالية الداعمة للثورة في السويس في شركتي الصلب والسماد. لكن مع تقليص فترات حظر التجول والسماح بتجمع العمال في أماكن العمل، تحوّلت الاحتجاجات العمالية إلى عاصفة حقيقية.
ففي السويس مثلاً، دعا إلى الاعتصام عمّال أكثر من عشر شركات، منها أربع شركات تابعة لهيئة قناة السويس، وإن لم تكن متصلة بالعمل في الممر الملاحي، بالإضافة إلى شركة لافارج للأسمنت والزجاج المسطح وغيرها. كذلك أعلن عمال الشركة المصرية للاتصالات اعتصاماً، وتظاهروا هاتفين «الشركة تريد إسقاط النظام» على غرار هتاف الثورة الشهير الذي عبر من تونس للقاهرة. عمال النظافة والتجميل بالجيزة بدأوا الاعتصام والإضراب وقطعوا أحد الشوارع الرئيسية في المنطقة، وهو ما فعله عمال شركة أبو السباع للغزل والنسيج بالمحلّة.
تلت الموجة الأولى من الاحتجاجات العمالية موجة أقوى، فنفّذ عمال الاتصالات تظاهرات أمام العديد من السنترالات بالقاهرة والمحافظات أسوة بزملائهم في شركة الاتصالات. وأضرب عمال ورش السكة الحديد، ودخل عمال هيئة النقل العام على خط الاحتجاجات العمالية، إذ بدأ موظفو ثلاثة فروع بالإضراب، ثم بدأت باقي الفروع تنضم لهم. ولم يتأخر عمال البريد الذين بدأوا بالتظاهر أمام مقرّ الهيئة الرئيسي بالعتبة، ثم توالت حركتهم بالمحافظات. ولم تخلُ منشآت حيوية مثل المطار وشركات الإنتاج الحربي من التحرّكات سواء بالإضراب عن العمل أو التظاهر والاعتصام. كذلك وصلت عاصفة النضال العمّالي إلى بعض شركات البترول والنسيج في حلوان وكفر الدوار. ولم تستثن التحركات القطاع الصحي، فأعلنت قطاعات التمريض الاعتصام في مستشفيات أسيوط وكفر الزيات والقصر العيني ومعهد القلب وغيرها. والحدث اللافت كان انتفاضة عمال المطابع والإدارة في مؤسسة روز اليوسف الصحافية ومنعهم عبد الله كمال، رئيس التحرير المقرّب من سلطة مبارك، وكرم جبر، رئيس مجلس الإدارة، من الدخول إلى المؤسسة. وكان عمال الجامعة العمالية قد سبقوهم إلى الاعتصام واحتجاز رئيس الجامعة مصطفى منجي، وهو نائب رئيس اتحاد العمال الموالي للدولة وعضو الحزب الوطني.
ليست هذه سوى عينة من الاحتجاجات العمالية التي لا تزال تتفجر في تسارع لم تعرفه مصر من قبل، وتوشك أن تتحول إلى إضراب عام. من التعسف القول إنّ كلّ تلك الاحتجاجات قامت لمساندة الثورة مباشرة، فبعضها قد رُفعت فيها بالفعل شعارات تأييد الثورة الشعبية، وردّد العمال هتافات الثورة ضد النظام وضد التوريث، وفي المقابل، اكتفى البعض برفع المطالب العمالية، سواء الاقتصادية أو النقابية. لكن، في الوقت نفسه، لا يمكن إغفال تأثر الحركة العمالية بالثورة وتأثيرها المحتمل فيها. فانتشار الاحتجاجات العمالية عقب الثورة يؤكد أنّها جزء من حالة الانتفاضة الثورية التي اندلعت في 25 يناير/ كانون الثاني. والملاحظ أيضاً أنّ التحركات انتشرت أكثر في المواقع العمالية التي سبق أن أعلنت الاحتجاجات وكان لها صداها وتأثيرها في المجتمع المصري.
الأهم الآن أنّ انفجار الحركة العمالية على هذا النحو، واحتمال تطورها بتأليف لجان لحماية الثورة ودعمها، كما يتردد في العديد من المواقع العمالية، يعطي طابعاً جديداً للثورة. فالحركة العمالية التي تحضر اليوم بقوّة في الثورة، هي نفسها التي عانت سياسات الخصخصة والتكيّف الهيكلي وتطبيق شروط صندوق النقد الدولي. دخول الحركة العمّالية إلى قلب الانتفاضة، بنضالها وتنظيماتها التي تتطور في هذه الفترة، يضيف البعدين الاجتماعي والاقتصادي إلى الثورة المصرية التي لم تنته بعد.

Monday, October 17, 2011

#Weseyety وصيتي

مع انه حدث جريء وعمل ضجة بس حزين جدا اننا وصلنا لمرحلة اننا مش بنفكر هنبني مصر ازاي بعد نجاح الثورة لأ بنكتب وصيتنا لما نموت والفضل كله طبعا يرجع للمجلس العسكري واللي عمله لاخواتنا قدام ماسبيرو.. ده غير اللي راحوا قبلهم بس أدينا بنكتب وصيتنا بدم اخواتنا علشان تعرفوا اننا مبنخافش رصاص المجلس العسكري ولا مدرعاته.. 

الوصية:

لو ربنا اختارني وكنت من اللي ماتوا في الظروف اللي البلد فيها دلوقتي.. أول حاجه في وصيتي اني مش عايز حد يتناقش في جواز الرحمة عليا ولا لأ شهيد قتيل متوفي ميهمنيش اللقب أبداٌ لو حد بس فعلا بيحبني يتمنى ليا الشهادة وخلاص وان ربنا يرحمني.. كل اللي يهمني فعلا هم أهلي تسألوا عليهم ودمي أمانة في رقبة أي حد يقرا الوصية.. لو مت في حكم العسكر مش عايز حد يقفش في الظابط أو العسكري اللي قتلني حقي يرجع بتحقيق الهدف اللي انا مت علشانه.. الحرية 
ثانيا: كل أعضائي السليمة بتبرع بيها لمصابين الثورة أو أي إنسان محتاجلها مهما يكون ملته او جنسيته كل ده مايهمنيش المهم انه يكون فعلا محتاج
ثالثا: مش عايز اي صفحة بإسمي أو ميدان أو مدرسة أو شارع المهم القضية مش مهم الإسم
  رابعا: مرتبي او أي فلوس معايا أو ممتلكات شخصية معايا بتبرع بيها لإي مشروع قومي
خامسا: نفسي يتصلى عليا صلاة الجنازة في جامع عمر مكرم وجنازتي تكون في التحرير ومش عايز يتعملي أي عزاء ونفسي اتدفن في سيناء هو مشوار بس معلش
سادسا: علموا ولادكوا صح لو مت اعرفوا ان كان نفسي أعيش علشان اربي عيالي تربية محترمة أعرفهم حقوقهم واعلمهم مايتنازلوش عنها
أخر حاجه.. مش عايز حد يزعل ويولول عليا لما أموت انا عايز الناس تفضل متفائلة ومايتنازلوش عن حقنا حق البلد دي في انها تكون أحسن.. ولو حد شايل مني في أي حاجه ياريت يسامحني وانا كده كده مش شايل من أي حد أصلا علشان اسامحه